مصحف الملك فهد



بحث عن:

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

رقية الرسول صلى الله عليه وسلم

رقية الرسول صلى الله عليه وسلم

هذه وقفة مع رقية عظيمة تضافر نقلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها عنه غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، ووصفها غير واحد منهم بأنها رقية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان صلوات الله وسلامه عليه إذا عاد مريضاً أو أُتي له بمريض رقاه بتلك الرقية العظيمة ، وكان عليه الصلاة والسلام يرقي نفسه بها ، ورقته بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها في اللحظات الأخيرة من حياته صلوات الله وسلامه عليه ، وهي رقية عظيمٌ شأنها ، جليلٌ قدرها ، عظيمةٌ مكانتها ، لها نفعٌ عظيم وفائدةٌ عظيمة وفيها شفاءٌ وعافيةٌ للمرضى والمصابين .
ومن وُفِّق للعناية بهذه الرقية حفظاً لألفاظها وفهماً لمعانيها ومدلولاتها صادقاً في دعائه محسناً في التجائه واثقاً بربه متوكلاً عليه شفاه الله تبارك وتعالى وعافاه أيًّا كان مرضه ، سواء كان مرضاً بدنياً أو كان مرضاً نفسيا .
روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بِيَمِينِهِ : «أَذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا» .
وفي رواية عنها : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا يَقُولُ : وذكرت الدعاء رواه مسلم .
وفي رواية أخرى عنها : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْقِي بِهَذِهِ الرُّقْيَةِ : «امْسَحِ البَأسَ رَبَّ النَّاسِ ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ ، لاَ كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ» متفق عليه .
وفي رواية لمسلم قالت : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ: وذكرت الدعاء ، قالت : فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَقُلَ أَخَذْتُ بِيَدِهِ لِأَصْنَعَ بِهِ نَحْوَ مَا كَانَ يَصْنَعُ ، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثُمَّ قَالَ : «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاجْعَلْنِي مَعَ الرَّفِيقِ الْأَعْلَى» ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ قَدْ قَضَى. أي توفي صلوات الله وسلامه عليه .
ورواه ابن ماجة ولفظه قالت : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ «أَذْهِبْ الْبَاسْ ، رَبَّ النَّاسْ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» ، فَلَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ وَأَقُولُهَا فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثُمَّ قَالَ : «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى » قَالَتْ : فَكَانَ هَذَا آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ورواه إسحاق بن راهوية في مسنده أنها قالت : كنت أعوِّذُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه أقول : «أذهب البأس رب الناس ، اشف أنت الشافي ، اشف شفاءً لا يغادر سقما ، الشفاء بيدك »، قالت : فكنت أعوِّذه في مرضه الذي مات فيه ، فقال : « عني فإنما كانت تنفعني لو كانت المدة » أي لو كان لي بقية في هذه الحياة.
وروى البخاري في صحيحه عن عبد العزيز بن صهيب قال : دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ- أي مرضتُ - فَقَالَ أَنَسٌ : أَلاَ أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لاَ شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا» .
وروى الإمام أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَوَّذَ مَرِيضًا قَالَ : «أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا».
وروى البزار في مسنده عن عمار بن ياسر رضي الله عنه : أن رسول الله دخل عليه فقال : « أذهب البأس رب الناس ، واشف أنت الشافي لاَ شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لاَ يغادر سقما» .
وروى الطبراني في كتابه الدعاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضاً قال : « أذهب البأس رب الناس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقما » .
وروى الإمام أحمد في مسنده قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ : انْصَبَّتْ عَلَى يَدِي مِنْ قِدْرٍ - أي انصب على يده طعام حار- فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَكَانٍ فَقَالَ كَلَامًا فِيهِ : «أَذْهِبْ الْبَأسْ رَبَّ النَّاسْ » وَأَحْسِبُهُ قَالَ «اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي» ، قَالَ : وَكَانَ يَتْفُلُ ؛ أي على يده .
ورواه الإمام أحمد في مسنده عن محمد بن حاطب عن أمه أم جميل بنت المجلِّل رضي الله عنها قالت : أَقْبَلْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ طَبَخْتُ لَكَ طَبِيخًا ، فَفَنِيَ الْحَطَبُ فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَتَنَاوَلْتَ الْقِدْرَ - وكان صغيراً - فَانْكَفَأَتْ عَلَى ذِرَاعِكَ ، فَأَتَيْتُ بِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ فَتَفَلَ فِي فِيكَ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِكَ وَدَعَا لَكَ وَجَعَلَ يَتْفُلُ عَلَى يَدَيْكَ وَيَقُولُ : «أَذْهِبْ الْبَاسْ رَبَّ النَّاسْ ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» ، فَقَالَتْ فَمَا قُمْتُ بِكَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى بَرَأَتْ يَدُكَ .
قال الشوكاني رحمه الله : " وهذا الحديث وإن كانت الرقية به لمحروق فإنه لا يدل على أنه لا يُرقى بها إلا المحروق ، بل يرقى بها كل من أصيب بشيء كائناً ما كان " .
وروى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ ابْنِ أَخِي مَيْمُونَةَ الْهِلَالِيَّةِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ مَيْمُونَةَ قَالَتْ لَهُ : يَا ابْنَ أَخِي أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْتُ بَلَى قَالَتْ : " بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ وَاللَّهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ " .
وروى الضبي في كتابه الدعاء عن سحيم بن نوفل قال : بينا نحن عند عبد الله - أي ابن مسعود رضي الله عنه - إذ جاءت جارية إلى سيدها وقالت ما يقعدك ؟ قم فابتغِ راقياً فإن فلاناً قد لَقَعَ فرسَك - أي أصاب فرسك بعين- فتركه يدور كأنه فلك ، فقال عبد الله : لا تبغِ راقياً ولكن ائته فاتفل في منخره الأيمن أربعاً وفي الأيسر ثلاثاً وقل بسم الله لا بأس أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت ، قال : فما فقمنا من عند عبد الله حتى جاء فقال : قلتُ الذي قلت لي فلم أبرح حتى أكل وشرب وراث وبال . قال الحافظ ابن حجر وحكمه الرفع ؛ إذ مثله لا مجال للرأي فيه .
فهذه الرقية العظيمة مشتملة على توسلات عظيمات والتجاءات مباركات إلى الله سبحانه وتعالى رب الأرض والسماوات وأنه الشافي لا شفاء إلا شفاؤه ، فمن وفَّقه الله عز وجل للعناية بهذه الرقية حفظاً لألفاظها وفهماً لمعناها ومدلولها وصدقاً في الالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء بها متوكلاً عليه واثقاً به شفاه الله وشفى مريضه أيًّا كان مرضه بإذن الله والشافي هو الله وحده لا شفاء إلى شفاؤه . نسأله بأسمائه الحسنى وبأنه الله الذي لا إله إلا هو وأنه جل وعلا رب الناس الشافي لا شفاء إلا شفاؤه أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين شفاء لا يغادر سقما .

السبت، 25 يوليو 2015

موضوع من الحلية

الفصلُ السابعُ
الْمَحاذِيرُ
54حِلْمُ اليَقَظَةِ :
إيَّاك و ( حِلْمَ اليَقَظَةِ ) ، ومنه بأن تَدَّعِيَ العلْمَ لِمَا لم تَعْلَمْ ، أو إتقانَ ما لم تُتْقِنْ ، فإن فَعَلْتَ ؛ فهو حِجابٌ كَثيفٌ عن الْعِلْمِ .شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( مفرغ )
الشيخ: 
هذا صحيح.. وما أسرع أن يغتر الإنسان ، أحيانا بعض الناس يري الحاضرين بأنه عالم مطلع، فتجده إذا سئل.... يسكت قليلا- يعني كأنه يتأمل ويطلع على الأسرار ثم يرفع رأسه ويقول: هذه المسألة فيها قولان للعلماء !! ، ولو قلت له ما هما القولين؟ يأتي بالقولين من عنده أو يقول تحتاج إلى مراجعة ، فالمهم أنك لا تدعي العلم ولا تنصب نفسك عالما مفتيا وأنت لا علم عندك؛ لأن هذا من السفه في العقل والضلال في الدين. ولهذا قال :«فإن فعلت فهو حجاب كثيف عن العلم». لأن الإنسان إذا فعل هذا ، يقول خلاص أنا صرت عالم لا أحتاج إلى ان أطلب العلم فينحجب عن العلم بهذا الاعتقاد الباطل.

الخامس والخمسون: احْذَرْ أن تكونَ ( أبا شِبْرٍ ) :
فقد قيلَ : العلْمُ ثلاثةُ أَشبارٍ ، مَن دَخَلَ في الشبْرِ الأَوَّلِ ؛ تَكَبَّرَ ؛ وَمَنْ دَخَلَ في الشبْرِ الثاني ؛ تَواضَعَ ، ومَن دَخَلَ في الشبْرِ الثالثِ ؛ عَلِمَ أنه ما يَعْلَمُ .

الشبر الأول يتكبر لأنه ما عرف نفسه حقيقة، الثاني تواضع، لكن متواضع وهو يرى نفسه عالما، الأول يرى نفسه عالما لكن متكبر ، والثاني يرى نفسه عالما لكنه متواضع ، والثالث أنه جاهل لا يعلم. وبالضرورة فلن يتكبر وهو يرى نفسه جاهلا، لكن هل هذه الأخيرة محمودة أم لا؟ أن ترى نفسك جاهلا؟ إذا رأيت نفسك جاهلا فاعلم أنك لن تقدم على عزم في الفتيا مثلا، ولهذا تجد بعض طلبة العلم لا يعطيك جزما يقول: الذي يظهر... أو يحتمل ... 
لا يا أخي ما دام الله قد فتح عليك وكنت عالما حقا، فاعتبر نفسك عالما.. اجزم بالمسألة، لا تجعل الإنسان السائل طريح الاحتمال، وإلا ما أفدت الناس.
أما الإنسان الذي ليس عنده علم متمكن فهذا ينبغي أن يرى نفسه غير عالم.هنا

56- التَّصَدُّرُ قبلَ التأَهُّلِ 

احْذَرِ التَّصَدُّرَ قبلَ التأَهُّلِ ؛ فهو آفةٌ في العِلْمِ والعَمَلِ .
وقد قيلَ : مَن تَصَدَّرَ قبلَ أَوانِه ؛ فقد تَصَدَّى لِهَوَانِهِ .
هذا أيضا مما يجب الحذر منه، أن يتصدر الإنسان قبل أن يكون أهل للتصدر؛ لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلا على أمور:
الأول- إعجابه بنفسه، حيث تصدر فهو يرى نفسه علم الأعلام.
الثاني- أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته بالأمور، وإذا الناس رأوه متصدرا، أوردوا عليه من المسائل ما يبين عواره.
الثالث- إنه إذا تصدر قبل أن يتأهل، لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم، لأن غالب من كان هذا قصده الغالب أنه لا يبالي أن يحطم العلم تحطيما وأن يجيب عن كل ما سئل عنه.
الرابع- أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق، لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره، وإن كان معه الحق كان هذا دليلا على أنه ليس بأهل في العلم.

هناآفاق التيسير 
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغالقارئ : 

قال المؤلف غفر الله له ولشيخنا : 
الفصل ُالسابعُ : الْمَحاذِيرُ
54- حِلْمُ اليَقَظَةِ : 
إيَّاك و ( حِلْمَ اليَقَظَةِ ) ، ومنه بأن تَدَّعِيَ العلْمَ لِمَا لم تَعْلَمْ ، أو إتقانَ ما لم تُتْقِنْ ، فإن فَعَلْتَ ؛ فهو حِجابٌ كَثيفٌ عن الْعِلْمِ .
55- احْذَرْ أن تكونَ ( أبا شِبْرٍ) : 
فقد قيلَ : العلْمُ ثلاثةُ أَشبارٍ ، مَن دَخَلَ في الشبْرِ الأَوَّلِ ؛ تَكَبَّرَ ؛ وَمَنْ دَخَلَ في الشبْرِ الثاني تَواضَعَ ، ومَن دَخَلَ في الشبْرِ الثالثِ ؛ عَلِمَ أنه لا يَعْلَمُ .
56- التَّصَدُّرُ قبلَ التأَهُّلِ : 
احْذَرِ التَّصَدُّرَ قبلَ التأَهُّلِ ؛ فهو آفةٌ في العِلْمِ والعَمَلِ .
وقد قيلَ : مَن تَصَدَّرَ قبلَ أَوانِه ؛ فقد تَصَدَّى لِهَوَانِهِ .

...
الشيخ : 
لما انتهى المؤلف رحمه الله من آداب طالب العلم ذكر عددا من المسائل التي ينبغي لطالب العلم أن يحذرها :
أول هذه الأمور : حلم اليقظة ، بأن يتمنى على الله الأماني وهو لم يفعل الأسباب فحينئذ يوقعه ذلك في المهالك ، يجعل نفسه تزهو وتظن أنّ لديها شيئا ، وهكذا أيضا إذا لم يتقن الإنسان العلم فقد تغرّه نفسه ، ويعجب بها لأنه لم يعرف العلم.
وكذلك من المحاذير أن يتصدّر الإنسان للتعليم أو الإقراء أو التأليف قبل أن يكون متأهلا ، مثل جلوسي بين يديكم اليوم ، نسأل الله السلامة.
آفاق التيسير 

57- التَّنَمُّرُ بالعِلْمِ :
احْذَرْ ما يَتَسَلَّى به الْمُفْلِسُونَ من العِلْمِ ، يُراجِعُ مسألةً أو مسألتين، فإذا كان في مَجلسٍ فيه مَن يُشارُ إليه ؛ أثارَ البحثَ فيهما ؛ ليُظْهِرَ عِلْمَه ، وكم في هذا من سَوْأَةٍ ، أقَلُّها أن يَعلمَ أنَّ الناسَ يَعلمونَ حقِيقَتَه . وقد بَيَّنْتُ هذه مع أخواتٍ لها في كتابِ ( التعالمِ ) والحمْدُ للهِ رَبِّ العالمينَ .شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( مفرغ )الشيخ: 
 هذا مثله ، التنمر بالعلم ، يعني أن يجعل الإنسان نفسه نمرا، تعرفون النمر، أخو الأسد، فيأتي مثلاً إلى مسألة من المسائل ويبحثها ويحققها بأدلتها ومناقشتها مع العلماء، وإذا حضر مجلس عالم يشار إليه بالبنان، ماذا تقول أحسن الله إليك في كذا وكذا؟ قال: هذا حرام مثلا.
قال: كيف؟ بماذا نجيب عن قوله صلى الله عليه وسلم كذا، عن قول فلان كذا، ثم يأتي من الأدلة التي لا يعرفها العالم؛ لأن العالم ليس محيطا بكل شيء، لكي يظهر نفسه أنه أعلم من هذا العالم، ولذلك تجد العوام يتحدثون: والله فلان البارحة جالس مع فلان -الذي هو كبير من العلماء- وأفحمه في مسألة (...) بلغ مبلغا عظيما ، صار كبير كبار العلماء.
لأن العالم لا يدري وهذه تقع كثير جدا ، كثيرا ما يأتي إنسان يكون بحث مسألة بحثا دقيقا جيدا، ثم يباغت العلماء بمثل هذا ، وهذا لا شك أنه كما قال الشيخ حفظه الله تنمر، لكنه من مفلس ، لكن ما دواء هذا؟ (...) نقول: أعرب قول الشاعر، حينئذ (...) ، أو اقسم هذه المسألة الفرضية، يتبين أنه ليس عنده شيء، ومن قاتلك بسكين فقاتله بسيفك، وهذا واقع كثير من العلماء الآن ومن طلبة العلم، يكون له اختصاص في شيء معين مثل أن يدرس كتاب النكاح مثلا ويحقق فيه. لكن لو تخرج به إلى كتاب البيع -الذي هو قبل باب النكاح في الترتيب عند الفقهاء- لن تجده عنده شيئا، كثير من الناس الآن يتنمر في الحديث، يعرض حديث فيقول رواه فلان عن فلان، وفيه انقطاع، وانقطاعه كذا. ثم يضفي على هذا ظلالا من كبريات العلم ثم لو تسأله عن آية من كتاب الله ما أجاب.
والحاصل أن الإنسان يجب أن يكون أديبا مع من هو أكبر منه ، يجب أن يتأدب، وإذا كان من هو أكبر منه أخطأ في هذه المسألة ، فالخطأ يجب أن يبين لكن بصيغة لبقة أو ينتظر حتى يخرج مع هذا العالم ويمشي معه ويتكلم معه بأدب ، والعالم الذي يتقي الله إذا بان له الحق فإنه سوف يرجع إليه وسوف يبين للناس أنه رجع. (...) لكن المهم ألا يكون هم طالب العلم أن يكون رئيسا في الناس لأن هذا من ابتغاء الدنيا بالدين.
آفاق التيسير 
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغ

الشيخ:
وأيضا التّنمر بالعلم ؛ بأن يحاول الإنسان إبراز نفسه أن عنده علما وهو لم يعرف إلا مسألة أو مسألتين ، فإذا وجد عالما أراد أن يردّ على ذلك العالم في هذه المسألة ، وكلما وجد حلقة علميّة كتب سؤالا في تلك المسألة من أجل أن يناقش العالم بعد الدرس ، أنت لم تفهم المسألة ، هذه المسألة قد قال فيها فلان كذا وكذا من أجل أن يبرز نفسه.
ومما يتعلّق بهذا: المبادرة للتأليف بدون أن يكون هناك هدف صحيح في الكتابة والتأليف ، أو يكون هناك عدم قدرة للكتابة في هذا العلم والإحاطة به فيكتب حينئذ ، ولكن لابد أن يكون لنا هدف في المؤلفات قبل أن نكتب فيها.
كذلك إذا وجدنا وهما أو خطأً لبعض أهل العلم لا ينبغي أن نبادر فيه ، وأن نعليه وأن نشهره رغبة في إظهار أنفسنا ، وإنما نحاول تصحيح الأمر بما يكون مظهرا للعلم ومبيّنا للحق ، وبما لا يكون منقصا لمقدار ذلك العالم ، فإنه ما من أحد إلا ويحتمل أن يقع في خطأ وزلل.
آفاق التيسير 

مراجعة للقواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى

  مراجعة للقواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى القاعد الأولى والثانية والثالثة من القواعد المثلى 1 - لماذا أسماء الله تعالى كلها حسنى ،تفصيلاً،مع بيان دلالات الألفاظ؟ الجواب: أسماء الله تعالى كلها حسنى: أي بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(1). وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً. *دلالات الألفاظ: دلالات الألفاظ تكون على أربعة أقســام. القســـم الأول :- الألفاظ الدالة على غاية الكمال (كمال محض) في ذاتها وموضوعها، هذه تكون من أسماء الله إذ ليس فيها نقص أبدًا لااحتمالاً  ولاتقديرًا، مثل السميع ، البصير.... القسم الثاني :- الألفاظ الدالة على الكمال لكن مع احتمال نقص بالتقدير  وهذا لا يسمى به الله عز وجل ولكن يخبر به عنه ،لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء،مثل "المتكلم "... ليس من أسماء الله لأن المتكلم قد يتكلم بما يحمد وقد يتكلم بما يذم ، ولكن الكلام نفسه كمال ، ولكن متعلق ذلك الكلام قد يكون نقصًا وقد يكون كمالاً. القسم الثالث :- الألفاظ التي تحتمل نقصاً وكمالاً في نفس المعنى لا في المتعلق ،وهذا لا يطلق على الله تعالى إلا مقيداً . مثل المكر والخداع والاستهزاء والكيد ،فيطلق على الله مقيدًا فنقول: إن الله عز وجل كائد بمن يكيد وماكر بمن يمكر قال تعالى :" وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " الأنفال : 30 القسم الرابع :- الذي هو نقص محض، فهذا لا يسمى به الله ولا يوصف به. مثل العمى ، العجز . وهذه الأقسام ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله في مواضع متفرقة من كلامه. 2 - هل المتكلم من أسماء الله ،مع التعليل للإجابة.؟ الجواب "المتكلم "... ليس من أسماء الله لأن المتكلم قد يتكلم بما يحمد وقد يتكلم بما يذم ، ولكن الكلام نفسه كمال ، ولكن متعلق ذلك الكلام قد يكون نقصًا وقد يكون كمالاً،.وأسماء حسنى أي متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً 3- أسماء الله الحسنى مترادفة أم متباينة؟ أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف:        أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله - عز وجل - وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص.  فـ "الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم". كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا. 4- ثبوت الصفات للأسماء الحسنى يستلزم تعدد القدماء؟ صوبي العبارة مع الشرح. الجواب العبارة خاطئة.لأنه لايلزم من تعدد الصفات تعدد ذات الموصوف . وبهذا عُلِمَ ضلال من سلبوا أسماء الله تعالى معانيها من أهل التعطيل وقالوا: إن الله تعالى سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وعزيز بلا عزة وهكذا.. وعللوا ذلك بأن ثبوت الصفات يستلزم تعدد القدماء. وهذه العلة عليلة بل ميتة لدلالة السمع والعقل على بطلانها.        أما السمع: فلأن الله تعالى وصف نفسه بأوصاف كثيرة، مع أنه الواحد الأحد. فقال تعالى: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ* إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ* وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)(12). وقال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى*  وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى)(13). ففي هذه الآيات الكريمة أوصاف كثيرة لموصوف واحد، ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء.        وأما العقل: فلأن الصفات ليست ذوات بائنة من الموصوف، حتى يلزم من ثبوتها التعدد، وإنما هي من صفات من اتصف بها، فهي قائمة به، وكل موجود فلابد له من تعدد صفاته، ففيه صفة الوجود، وكونه واجب الوجود، أو ممكن الوجود، وكونه عيناً قائماً بنفسه أو وصفاً في غيره. 5 – ما هي أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى مع التمثيل ؟ أسماء الله تعالى * إن دلت على وصف متعد، تضمنت ثلاثة أمور:        أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل. الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل. الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها. * مثال ذلك: "السميع" يتضمن إثبات السميع اسماً لله تعالى، وإثبات السمع صفة له وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى: (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).        *وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين:        أحدهما: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.        الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.        * مثال ذلك:"الحي" يتضمن إثبات الحي اسماً لله - عزوجل –  وإثبات الحياة صفة له. 

السبت، 25 أبريل 2015

حديث«إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ،))

«إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منهُ »
 لحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد: فقد رُوِيَ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((مَنْ تَرَكَ شَيْئًا للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرًا مِنْه)).
وهذا الحديث ضعيف لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ، وإن كان مشهورًا - لغويًا - عند كثير من الناس، وقد ثبت بِلَفْظٍ آخر

«إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منهُ »
. الراوي: رجل من أهل البادية المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1523-خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية 

 وهذا الحديث العظيم قد اشتمل على ثلاث جُمَل.
الأولى قوله: ((لن تدع شيئًا))، وهذا لفظ عام يشمل كل شيء يتركه الإنسان؛ ابتغاءَ وجه الله تعالى.
الثانية: قوله: ((اتقاء الله - عزَّ وجلَّ -))، هذه الجملة بَيَّن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الترك لابد أن يكون ابتغاءَ مرضاة الله لا خوفًا من سُلْطان، أو حَيَاء من إنسان، أو عدم القدرة على التمكن منه، أو غير ذلك.
الثالثة: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أبدله الله خيرًا منه))، وهذه الجملة فيها بيانٌ للجزاء

الذي يناله من قام بذلك الشرط، وهو تعويض الله للتارك خيرًا وأفضل مما ترك، والعوض من الله قد يكون من جنس المتروك، أو من غير جنسه، ومنه الأنس بالله - عز وجل - ومحبته وطُمأنينة القلب وانشراح الصدر، ويكون في الدنيا والآخرة؛ كما عَلَّم اللهُ المؤمِنَ أن يدعو: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة: 201].
 قال قتادة السدوسي: لا يقدر رجلٌ على حرام ثم يدعه، ليس به إلا مخافة الله - عز وجل -، إلا أَبْدَلَهُ في عاجل الدنيا قبل الآخرة.

وفي حديث أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم - فيما يَرْوِيه عن ربه قال: ((يقول الله: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أنْ يَعْمَلَ سَيئَةً فَلا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَة، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوا لَهُ حَسَنَة، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سُبْعُمَائَة))[2].


والأمثلة التي تُبيِّن عظيم خلف الله تعالى لعباده كثيرة جدًا، منها:

ما قصه الله تعالى عن نبي الله سليمان - عليه السلام - في سورة (ص)، وخلاصته: أنه كان محبًّا للجهاد في سبيل الله، ولذلك كانت عنده خيل كثيرة وكان يحبها حبًّا شديدًا، فاشتغل بها يومًا حتى فاتته صلاة العصر، فغربت الشمس قبل أن يصلي، فأمر بها فرُدَّتْ عليه، فضرب أعناقها وعراقبيها بالسيوف؛ إيثارًا لمحبة الله - عز وجل -، وقد كان ذلك جائزًا في شريعتهم.

فعَوَّضه الله - عز وجل - خيرًا منها الريح التي تجري بأمره رخاءً حيث أصاب، تقطع في النهار ما يقطعه غيرها في شَهْرَيْن.


وإليك الآيات فتدبر. قال تعالى:
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ * وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 30: 36].


المثال الثاني: النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لما هاجروا تركوا ديارهم، وأموالهم لله تعالى، فعوَّضهم الله بأن جعلهم قادة الدنيا، وحُكَّام الأرض وفتح عليهم خزائن كِسْرَى وقيصر، ومَكَّنهم من رقاب الملوك والجبابرة، هذا مع ما يرجى لهم من نعيم الآخرة، فشكروا، ولم يكفروا، وتواضعوا ولم يتكبروا، وحكموا بالعدل بين الناس، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].


وتأمل قصة أحد هؤلاءِ المهاجرين، وهو صُهَيْب الرومي - رضي الله عنه -، فعن عِكْرِمة قال: لمَّا خرج صهيب مُهاجرًا تبعه أهل مكة، فنثل كنانته فأخرج منها أربعين سَهْمًا، فقال: "لا تَصِلُونَ إليّ حتَّى أضع في كُلِّ رجُلٍ منكم سهمًا، ثم أصير بعد إلى السيف، فتعلمون أني رجل، وقد خلفت بمكة قينتين فهما لكم.. ونزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فلمَّا رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أَبَا يَحْيَى رَبِحَ البَيْعُ، قَالَ: وتلا عليه الآية))[3].


المثال الثالث: نبي الله يوسف - عليه الصلاة والسلام - عُرِضَتْ عليه المغريات في أرقى صورها، فاستعصم فعصمه الله، وترك ذلك لله - عز وجل -؛ لأنَّ الله جعله من المخلصين، وأُوذِيَ بسبب ذلك؛ فاختار السجن على ما يدعونه إليه، فصبر واختار ما عند الله فعوضه الله تعالى أحسن العوض، فملَّكه على خزائن الأرض، وعلمه تأويل الرؤيا، فنعم المُعْطِي، ونعم المُعْطَى، ونعمت العَطِيَّة.


قال تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [يوسف: 33: 34].


وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 56].


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــ


[2] صحيح البخاري (4/404) برقم (7501).
[3] مستدرك الحاكم (3/450) ورقم (1298) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في كتابه الصحيح المسند من أسباب النزول (ص33).
منقول بتصرف

لمَّا خرجَ صهَيبٌ مهاجرًا تبِعَه أهلُ مكَّةَ ، فنَثَلَ كِنانتَهُ ، فأخرجَ مِنها أربعينَ سهمًا فقال : لا تصِلونَ إليَّ حتَّى أضعَ في كلِّ رجلٍ منكُم سهمًا ثمَّ أصيرَ بعدَه إلى السَّيفِ فتعلَمونَ أنِّي رجلٌ وقد خلَّفتُ بمكَّةَ قَينتَينِ فهُما لكُم قال : وحدَّثنا حمَّادُ بنُ سَلمةَ عن ثابتٍ عن أنسٍ نحوَه ونزلَت علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ الآيةُ . فلمَّا رآهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ قال : أبا يحيَى رَبِحَ البَيعُ ، قال : وتلا عليهِ الآيةَ .

  الراوي: أنس بن مالك المحدث: الوادعي - المصدر: صحيح أسباب النزول - الصفحة أو الرقم: 40-خلاصة حكم المحدث: له طرق أخر أغلبها مراسيل وهي بمجموعها تزيد الحديث قوة وتدل على ثبوته
الدرر السنية 


إن للشهوات سلطاناً على النفوس، واستيلاء وتمكناً في القلوب، فتركها عزيز، والخلاص منها عسير، ولكن من اتقى الله كفاه، ومن استعان به أعانه { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } وإنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، أما من تركها مخلصاً لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا أول وهلة؛ ليمتحن أصادق في تركها أم كاذب، فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة، وكلما ازدادت الرغبة في المحرم، وتاقت النفس إلى فعله، وكثرة الدواعي للوقوع فيه عظم الأجر في تركه، وتضاعفت المثوبة في مجاهدة النفس على الخلاص منه.
ولا ينافي التقوى ميل الإنسان بطبعه إلى الشهوات، إذا كان لا يغشاها، ويجاهد نفسه على بغضها، بل إن ذلك من الجهاد ومن صميم التقوى، ثم إن من ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه، والعوض من الله أنواع مختلفة، وأجل ما يعوض به: الأنس بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب بذكره، وقوته، ونشاطه، ورضاه عن ربه تبارك وتعالى، مع ما يلقاه من جزاء في هذه الدنيا، ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العقبى. 

الموضوع بتمامه هنا: ملتقى قطرات العلم 

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

أسئلة النحو :علامات الفعل...

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أسئلة
ما هي علامات الفعل ؟ 
علامة الاسم أربع علامات
1-قد -2- السين -3-وسوف-4- تاء التأنيث الساكنة.
إلى كم قسم تنقسم علامات الفعل ؟ 
ينقسم علامات الفعل إلى ثلاثة أقسام
 1-قسم يختص بالدخول على الماضي وهو"تاء التأنيث الساكنة"
2-قسم يختص بالدخول على المضارع وهو"السين وسوف"
3-وقسم يشترك بينهما وهو"قد"
 ما هي العلامات التي تختص بالفعل الماضي ؟
هي "تاء التأنيث الساكنة"
 كم علامة تختص بالفعل المضارع ؟ 
يختص فيه "السن" "وسوف"
ما هي العلامة التي تشترك بين الماضي والمضارع ؟
هي "قد"
ما هي المعاني التي تدلُّ عليها " قد" ؟ 
إذا دخلت على الماضي دلت على معنيين "التحقيق""والتقريب"
مثال التحقيق"قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ"ومثال التقريب" قد غربت الشمس"
وإذا دخلت على الفعل المضارع دلت على معنيين أيضاً وهما
"التقليل"و"التكثير" فدلالة التقليل نحو"قد يصدق الكذوب"  
ودلالة التكثير نحو" قد يدخل المؤمن الجنة"
على أي شيءٍ تدل تاءُ التأنيث الساكنة ؟
 تاء التأنيث الساكنة تدخل على الفعل الماضي دون غيره  والغرض منها 
الدلالة على أن الاسم الذي أسند هذا الفعل إليه "مؤنث"
سواءٌ أكان فاعلاً  نحو"قالت أمي أحضر الدرس"
وإذا كان نائبَ فاعل، "فرشت الأرض بالزهور" 
ما هو المعنى الذي تدلُّ عليه السين و سوف ؟
يدلان على التنفيس ومعناه :" الاستقبال"
 وما الفَرْقُ بينهما ؟
 الفَرْقُ بينهما: " السين " أقَلُّ استقبالاً من " سوف"
 هل تعرف علامة تميز فعل الأمر ؟ 
 علامة فعل الأمر:دلالته على الطلبِ مع قبول ياءَ المخاطبة أو نون التوكيد .

نحو "انْظُرْ "مع قبولها ياء المخاطبة في نحو : " انْظُرْي"
أو مع قبولها نون التوكيد في نحو " وانْظُرَنَّ"
*مَثِّل لمثالين " لقد " الدالَّة على التحقيق؟
"
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ"
"قد سافَرَ خَالِدٌ"
مثال لـ"قد" دالة على التحقيق
"...قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ.." البقرة 60

*مثَّل بمثالين تكون فيهما " قَدْ " دالة على التقريب ؟
" قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ " و قولك : " قَدْ غَرَبَت الشَّمْسِ"
مثال لـ"قد" دالة على التقريب:
أسرع قد قام القطار. ويقصد أوشك على القيام من المحطة

* مثِّل بمثالين تكون "قد " في أحدهما دالة على التقليل و تكون في الآخر دالة على التكثير

مثال لـ"قد " دالة على التقليل
قد يخرج القعيد
مثال لـ"قد " دالة على التكثير
قد يرتفع الطير
*مثِّل بمثالٍ واحدٍ تحتمل فيه " قد " أن تكون دالة على التقليل و التكثير
قد يحفظ الصغير كتاب الله
إذا قُصد صعوبة ذلك لصغر سنه ؛أفادت
"قد" التقليل
وإن قصد يسر ذلك لصفاء ذهنه ولهمة معلميه ؛
أفادت "قد"التكثير

*مثِّل بـ" لقد " بمثالٍ واحدٍ تحتمل فيه أن تكون دالة على التقريب أو التحقيق ، وبيّن في هذا المثال متى تكون دالة على التحقيق و متى تكون دالة على التقريب ؟
"قد غربتِ الشمس"، إذا كنت قد قلتَ ذلك قبلَ الغروب،تكون دالة على التقريب أمَّا إذا قلتَ ذلك بعدَ دخول الليل، تكون دالة على التحقيق
تمرين
ميّز الأسماء و الأفعال التي في العبارات الآتية ، وميّز كل نوع من أنواع الأفعال ، مع ذكر العلامة التي استدللت بها عَلَى اسمية الكلمة أو فعليتها ، و هي :
 " إنْ تُبْدُو خَيْرَا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُو عَنْ سُوءٍ ، فإنَّ الله كَانَ عَفُوَّا قَديرًا " ، " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِر الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطوَّفَ بهمَا ، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فإنَّ الله شَاكِرٌ عَلِيمٌ " .
  تُبْدُو... فعل مضارع
لقبولها : "س"؛ " سوف" ؛ "قد"
-
خَيْرًا ... اسم
لقبولها .... التنوين
- تُخْفُوهُ ؛ تَعْفُو... فعل مضارع
لقبولها : "س"؛ " سوف" ؛ "قد"
- سُوءٍ... اسم
لقبولها .... التنوين ؛ والخفض؛ولقبولها دخول حرف الخفض عَنْ عليها

- الله... اسم
لدخول الألف واللام.... الله
- كَانَ....... فعل ماضٍ
لقبوله : "قد"؛ "وتاء التأنيث الساكنة"
قد كان ؛كانتْ
- عَفُوَّا قَديرًا... اسم
لقبولهما .... التنوين
- الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ،... اسم
لدخول الألف واللام....
الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ
- شَعَائِر...... اسم
لقبولها .... الألف واللام؛ والخفض؛ولقبولها دخول حرف الخفض مِنْ عليها
- الله...... اسم
لدخول الألف واللام.... الله
- حَجَّ.......... فعل ماضٍ
لقبوله : "قد"؛ "وتاء التأنيث الساكنة"
قد حج ؛ حجتْ
- الْبَيْتَ....... اسم
لدخول الألف واللام....
الْبَيْتَ
- اعْتَمَرَ.......... فعل ماضٍ
لقبوله : "قد"؛ "وتاء التأنيث الساكنة"
قد
اعْتَمَرَ ، اعْتَمَرَتْ
- جُنَاحَ...... اسم
لدخول الألف واللام....
الْجُنَاحَ.
- يَطوَّفَ... فعل مضارع
لقبولها : "س"؛ " سوف" ؛ "قد"
_ تَطَوَّعَ......... فعل ماضٍ
لقبوله : "قد"؛ "وتاء التأنيث الساكنة"
قد
تَطَوَّعَ ؛ تَطَوَّعَت
- خَيْرًا ........اسم
لقبولها التنوين......
خَيْرًا

_ الله... اسم
لدخول الألف واللام....
الله
- شَاكِرٌ عَلِيمٌ
.......اسم
 لقبولهما التنوين.....شَاكِرٌ عَلِيمٌ.


قال صلى الله عليه وسلم : "سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائم ،وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي ، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفُه ، وَمَنْ وَجَدَ فيهَا مَلْجَئًا أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ "

الأربعاء، 3 أبريل 2013

أفواه حكيمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





أفواه حكيمة ( متجدد تابعي باركَ ربي فيكِ ) ( الجزء الأول )




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال ابن القيم في كتاب ( طريق الهجرتين وباب السعادتين )


فإن الله إذا أراد بعبد خيراً سلب رؤية أعماله الحسنة

مـن قلبه والإخبار بهـــا مــن لسانه ، وشغله برؤية

ذنبه ، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع بإذن الله تعالى

ـــــــــــــــــــــــــــــــ


قال الشيخ عبد الرحمن السعدي :


من لطف الله بعبده أن يبتليه ببعض المصائب فيوفقه

للقيـــام بوظيفة الصبــر فيهـــا فيني له درجـات عاليه

لا يدركها بعمله وقــد يشدد عليه الابتلاء بذلك كمـــا

فعـل بأيوب عليه السلام ويوجد في قلبه حلاوة روح

الرجاء وتأميل الرحمة وكشــــف الضـر فيخف ألمه

وتنشط نفســه . ولهذا مــن لطف الله بالمؤمنين أن

جعل فـــي قلوبهم احتساب الأجـــر فخفت مصائبهم

وهان ما يلقون من المشاق في حصول مرضاته.

يـــــــــــــــــــتـــــــــــــــبـــــــــع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في كتاب :

( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )
( اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

أي : ليكن هذان العلمان موجودين في قلوبكم عــــلى

وجه الجزم واليقين، تعلمون أنه شديد العقاب العاجل

والآجل على مــن عصاه ، وأنه غفور رحيم لمن تاب

إليه وأطاعه. فيثمر لكم هذا العلمُ الخوفَ من عقابه،

والرجاءَ لمغفرته وثوابه ،وتعملون على ما يقتضيه

الخوف والرجاء .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يــــــــــتــــبــــع
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في كتاب

( الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ) :
من شكر الله بقلبه ولسانه وعمله فليبشر بالمزيد ،

ومن قابل النعم بالغفلة والمعاصي فالعقاب شديد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في كتاب :

( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )



( وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَـانَ الإِنسَانُ

عَجُولاً ) وهذا من جهل الإنسان وعجلته حيث يدعو

على نفسه وأولاده وماله بالشر عند الغضب ويبادر

بذلك الدعاء كما يبادر بالدعاء في الخير ، ولكــن

الله - بلطفه - يستجيب له في الخير ولا يستجيب

له بالشر .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (العبادة في الهرج

كهجرة إلي ) أخرجه مسلم .
(1)

قال ابن الجوزي: الهرج القتال والاختلاط وإذا عمت

الفتن اشتغلت القلوب وإذا تعبد حينئذ متعبد دل على

قوة اشتغال قلبه بالله عز وجل فيكثر أجره .
( العبادة في الهرج ، كهجرة إلي)
الراوي: معقل بن يسار المحدث:مسلم -
المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:
2948
خلاصة حكم المحدث:صحيح
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في كتاب :

( تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن )
( ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا ) فيـــــه : الحث على تعليق

القلب والرجاء والطمع بالله ، وصــرف التعلق بالمخلوقين ،

فالموفق : فـي حــال الــــوجود والغنى قلبه متعلق بحمد الله

وشكره والثناء عليه ، لا ينسى ولا يبطر النعمة ، وفـي حال

الفقد والفقر صابر راض راج من الله فضله وخيره ورحمته،

وهذا من أجل عبادات القلوب المقربة إلى علام الغيوب .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن رجب في كتاب :

( فضل علم السلف على الخلف )
مـــن علامات العلم النافع أنه يدل صاحبه على الهرب مــــن

الدنيا وأعظمها الرئاسة والشهرة والمدح فالتباعد عـــن ذلك

والاجتهاد في مجانبته من علامات العلم النافع . فـــإذا وقــع

شيء من ذلك من غير قصد واختيار كان صاحبه فــي خوف

شديد من عاقبته بحيث أنه يخشى أن يكون مكراً واستدراجاً

كما كان الإمام أحمد يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار

اسمه وبعد صيته .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ محمد الحمد :
يردد بعض الناس - أحـياناً - كلمات عامة تفيد بأن كُلاًّ يؤخذ

من قوله ويرد إلا النبي" وأنه ليس أحد معصوماً إلا الأنبياء

فيما يبلغون عن ربهم جلَّ وعلا .


وهذه الكلمات حق لا مرية فيه، ولكن قد يريد بها بعض الناس

باطلاً ؛ فيتخذها ذريعة للنيل من العلماء والفضلاء والعظماء،

ويجعلها وسيلة للوقيعة فيهم ، والحط مــــن أقدارهم ؛ فتراه

يطعن بسلفه الصالح ، ويزري بأكابر أهل ملته من علماء ،

وفضلاء ، وعظماء أحياءً كانوا أم أمواتاً . ولا ريب أن ذلك

الصنيع نذير شؤم وبلاء ، وعلامة سقوط وهوان .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الشيخ محمد العثيمين :
يجب علينا أن نحذر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن نبتعد

عـــن كل ما يثير الناس بعضهم على بعض ، وأن نلزم دائماً

الهدوء، وأن نبتعد عن القيل والقال وكثرة السؤال، فإن ذلك

مـما نهـــى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وكم

من كلمة واحدة صنعت ما تصنعه السيوف الباترة، فالواجب

الحذر من الفتن، وأن نكون أمة متآلفة متحابة، يتطلب كل

واحد منا العذر لأخيه إذا رأى منه ما يكره .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــ

 
تربية الأولاد لأم عبد الله الوادعية - حفظها الله -





بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين ،


وعلى آله وصحبه ،وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.


أما بعد:


فهذه نصائح وتوجيهات قيمة سديدة أقتطفها من كتاب لأم


عبد الله الوادعية تحت عنوان '"نصيحتي للنساء'" فقد


وجدته رائعا في بابه و وددت أن أتحف منتدانا الطيب به


و المؤلفة هي :الشيخة الفاضلة أم عبد الله الوادعية


بنت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمة الله عليه- .



و يقول عنها والدها :


.................................................. .



مستفيدة في علوم شتى، متأدبة بآداب رسول الله صلى




الله عليه و على آله و سلم فاضلة حريصة على وقتها


غاية الحرص ، من أجل هذا بارك الله في عملها،


حريصة على إفادة أخواتها ، تدرس الكتاب حتى تنتهي


منه،ثم تنتقل الى كتاب آخر، محبة لكتب العقيدة


والفقه و اللغة .




و لها من الكتب :نصيحتي للنساءطبع بصنعاء،




و نفدت طبعته.



والذي اخترت منه هذا المقتطف.


- الصحيح المسند من الشمائل المحمدية. مطبوع.


- الجامع الصحيح في العلم و فضله. مرصوص.


و هي الان : تعمل في عدة كتب أجلّها :




"صحيح المسند من السيرة النبوية"، ملتزمة للصحة،


ليست كمن ادعى أنه التزم السيرة النبوية الصحة


و لم يف،نسأل الله أن ييسر لها إتمام هذا المشروع


العظيم الذي طالما سأل الناس عنه .




وأم عبد الله بحمد الله تبغض الحزبية وتنفر عنها ،




فجزاها الله خيرا ، وأصلح بالها وأصلح ولديها ،


إنه على كل شيء قدير.




أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي




................................................




تربيةالأولاد:




تربية الأولاد شاقة ؛ فهم يحتاجون الى صبر وسياسة،



و من ذلك أن بعض الأطفال يحتاج الى معاملة برفق


و لين ،


و لا يحب رفع الصوت عليه ، و لو عُمِل معه بضد هذا لتعنت .



و بعض الأطفال يحتاج إلى من يشد عليه، و لكن هذه الشدة


لا تكون زيادة على العرف، فإن زادتعلى ذلك ، حملت الولد


على التعنت و عدم الإصغاء إلى توجيه أبويه.


فنسأل الله أن يرزقنا حسن الرعاية، و المسؤولية عظيمة


في عنق الأبوين ، قال تعالى:(ياَ أيٌّها الَّذيِن آمَنُوا قُوا أنفُسَكُمْ وَ أَهْليِكُم ناَرَاً) (التحريم:6).


و في"الصحيحين" من حديث عبد الله بن عمر ، قال رسول


الله صلىالله عليه وعلى آله و سلم


" ألا كلكم راع ، و كلكم مسؤول عن رعيته ؛


فالأمير الذي على الناس راع ، و هو مسؤول


عن رعيته ، و الرجل راع على أهل بيته ،


و هو مسؤول عن رعيته ، و عبد الرجل


و في طريق : و الخادم راع على مال سيده ،


و هو مسؤول عنه ، و المرأة راعية في بيت


زوجها ، و هي مسؤولة ، سمعت هؤلاء عن


النبي و أحسب النبي قال : و الرجل في ماله


أبيه ، ألا كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته"


الراوي:عبدالله بن عمر المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الأدب المفرد- الصفحة أو الرقم:151


خلاصة حكم المحدث:صحيح



وهذا الحديث هو من جوامع كلمه صلى الله عليه


وعلى آله وسلم،فما من أحد مكلف إلا وعليه مسؤولية،


وفي"الصحيحين"من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه


،عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :


" ما من عبد يسترعيه الله رعية ، فلم يحطها


بنصحه ، إلا لم يجد رائحة الجنة"


الراوي: معقل بن يسار المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:7150


خلاصة حكم المحدث:[صحيح]



{2}




ولا بد من تعاون الأبوين في تربية أولادهما، و لو أهمل واحدٌ


منهما ما عليه منالمسئولية، لبقي جانبه فيه نقصاً إلا ما شاء الله.


ويُعَلَّم الطفل حسب مرتبته و فهمه، و إليك شيئاً من ذلك :



فمثلا في المرحلة الأولى :


1- يُلقَّن الطفل الله، مع الإشارة بالإصبع إلى السماء.


2- إذا أعطيته طعاما إما كسرة خبز أو نحوها، تناوليه في يده اليمنى.


3- إذا كان طعاما حارا، فلا تنفخي فيه،فإن النبي صلى الله


عليه و على آله و سلم نهى عن التنفس في الإناء. و لو رأى


الطفل من يفعل ذلك ، لو جدتيه سرعان ما يطبق ذلك .


وهكذا جميع الأشياء، و هذا كله مصداقًا لقول النبي صلى الله


عليه وعلى آله و سلم



"ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفِطرَةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَجِّسانِه، كما تُنتَجُ البهيمةُ بهيمةً جَمعاءَ، هل تُحِسُّونَ فيها من جَدعاءَ . ثم يقولُ أبو هُرَيرَةَ رضي الله عنه :في قوله تعالى { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا


لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ} .


الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:1359


خلاصة حكم المحدث:[صحيح]



وكما جاء من حديث عياض بن حمار قال:


ذكر النبي فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال :


إني خلقت عبادي حنفاء و أنهم أتتهم الشياطين


فاجتالتهم عن دينهم ، و حرمت عليهم ما أحللت


لهم ، و أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا"


الراوي: عياض بن حمار المحدث:الألباني - المصدر:غاية المرام


- الصفحة أو الرقم:9خلاصة حكم المحدث:صحيح




والشاعر يقول:

ينشأ ناشئ الفتيان فينا°°°على ما كان عوّده أبوه



4- إذا كان ابن سنة و نصف أو نحو ذلك وأراد


أن يأكل أو يشرب لقنيه ،أن يقول : بسم الله،


و بعد ذلك سيعتاد ذلك و سيقول من نفسه : بسم الله.



5- و متى وجدتيه أهلا لأن يعقل أركان الإسلام ، و الإيمان، وركن الإحسان فعلميه.


ولا أحدد تعلميه بالسنين؛ لأن فصاحة الأطفال و ذكاءهم يتفاوت.



و أركان الاسلام هي:


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله


عليه وعلى آله و سلم: "بُنِي الإسلامُ على خمسٍ : شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ ، وإقامِ الصلاةِ ، وإيتاءِ الزكاةِ ، والحجِّ ، وصومِ رمضانَ


الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري


- الصفحة أو الرقم:8






و أركان الإيمان هي:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله


عليه و على آله و سلم :" الإيمان : أن تؤمن بالله


وملائكته ، وكتابه وبلقائه ؛ وبرسله ، وتؤمن بالبعث الآخر"


الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني -


المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2796


خلاصة حكم المحدث:صحيح


هــــــــــــنـــــــا
وركن الإحسان هو:
"أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".الراوي: أبو هريرة و عمر بن الخطاب
المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2762
هـــــــنــــــاخلاصة حكم المحدث:صحيح
تااااااااااااابعووووووونا